حلوى بلا مولد
سائراً يمشى الهوينا يحتضن يد صغيره داخل
راحة يده، يمشى بخطوات صغيرة محاولاً مسايرة خطوات ولده، تعتمل بداخله عوامل شتى
يشتغل دماغه من كثرة المعادلات التى لا يستطيع إيجاد حل لأى منها، تنسيب راتبه
لمصروفاته كان يمكن منذ أشهر معدودة فقط وفجأة تبدل الحال، وكأن الحرب إشتعلت
فجأة، خدعة أزمة الدولار ثم خفض قيمة العملة إيهاماً بأنها بسبب الدولار، أزمات
السلع الأساسية، مانشيتات القبض على التجار الجشعين الذين يخزنون هذه السلع
ليرفعوا من ثمنها، زيادة أسعار تلك السلع بالرغم من القبض هؤلاء التجار الجشعين
الذين لا نعرف أسمائهم ولم تتم محاكمة أى منهم ومصادرة عشرات الآلاف من الأطنان
الذين كانوا يخزنونها، زيادة أسعار السلع التى تم مصادرتها من التجار الجشعين
رسمياً.
معادلات تفقدك الثقة فى كل من انتخبتهم ومن
يديرون النظام ومن يكتبون فى الجرائد الرسمية ومن يملئون الدنيا صياحاً على شاشات
التلفاز.
كاذبون ومرتزقة ومنافقون.
يتغير كلامهم من يوم لآخر، يتلونون أسرع من
الحرباء، يستعطفونك تارة وتشتمونك تارة أخرى، يمدحون وقوفك بجانبهم ويلعنونك إذا
تذمرت بسبب ضغوط الحياة التى لا يشعر أمثالهم بها.
الآكلون على كل الموائد.
يريدونك كلبٌ مطيع، تابعٌ لآرائهم وتوجهاتهم
التى يمليها عليهم أسيادهم وأولياء نعمتهم، يريدونك بلا رأى، بلا صوت، يريدونك
كالعروسة الماريونت يفعلون بك ما يريدون.
شرزمة نكراء، تم تجنيدهم أو تهديدهم بفضائحم
ليصبحوا عبيداً لهؤلاء الذين يظنون أنهم يملكون الحياة.....
قطع سيل أفكاره جذبات صغيره وهو يشير إلى أصناف
حلاوة المولد المعروضة فى الشوادر والمحال، يضع يده فى جيبه ليخرج بضع جنيهات من
المفترض أن يشترى بهم شئ للغداء، نظرة الإستعطاف فى عين صغيره وإلحاحه جلعه يجر
قدمه جراً جهة أحد المحال، نظر إلى الأسعار ثم نظر إلى المال الذى فى قبضة يده،
إختار أرخص الأشياء وأشترى منها قطعة واحدة، وأعطاه لصغيره واعداً إياه بواحدة
أخرى عند رجوعهم غداً من المدرسة.
وعد صغيره وهو يبحث فى عقله عن خطة يتجنب بها
المرور أمام المحال التى تعرض الحلوى إحتفالاً بمولد خير الأنام، ولكن الشوادر
والمحال تملأ الدنيا زينة وبهجة لتلفت نظرك إلى المعروضات، سار بصغيره الذى تنعكس
السعادة على وجهه وهو ينظر لقطعة الحلوى التى بيده وخاطرةٌ تجول بباله، كيف يصبح
هناك إحتفال يجعل الأطفال تعساء، كيف أصبحت حلوى المولد هى سبب تعاسة الأبرياء.