السبت، 26 نوفمبر 2016

حلوى بلا مولد
سائراً يمشى الهوينا يحتضن يد صغيره داخل راحة يده، يمشى بخطوات صغيرة محاولاً مسايرة خطوات ولده، تعتمل بداخله عوامل شتى يشتغل دماغه من كثرة المعادلات التى لا يستطيع إيجاد حل لأى منها، تنسيب راتبه لمصروفاته كان يمكن منذ أشهر معدودة فقط وفجأة تبدل الحال، وكأن الحرب إشتعلت فجأة، خدعة أزمة الدولار ثم خفض قيمة العملة إيهاماً بأنها بسبب الدولار، أزمات السلع الأساسية، مانشيتات القبض على التجار الجشعين الذين يخزنون هذه السلع ليرفعوا من ثمنها، زيادة أسعار تلك السلع بالرغم من القبض هؤلاء التجار الجشعين الذين لا نعرف أسمائهم ولم تتم محاكمة أى منهم ومصادرة عشرات الآلاف من الأطنان الذين كانوا يخزنونها، زيادة أسعار السلع التى تم مصادرتها من التجار الجشعين رسمياً.
معادلات تفقدك الثقة فى كل من انتخبتهم ومن يديرون النظام ومن يكتبون فى الجرائد الرسمية ومن يملئون الدنيا صياحاً على شاشات التلفاز.
كاذبون ومرتزقة ومنافقون.
يتغير كلامهم من يوم لآخر، يتلونون أسرع من الحرباء، يستعطفونك تارة وتشتمونك تارة أخرى، يمدحون وقوفك بجانبهم ويلعنونك إذا تذمرت بسبب ضغوط الحياة التى لا يشعر أمثالهم بها.
الآكلون على كل الموائد.
يريدونك كلبٌ مطيع، تابعٌ لآرائهم وتوجهاتهم التى يمليها عليهم أسيادهم وأولياء نعمتهم، يريدونك بلا رأى، بلا صوت، يريدونك كالعروسة الماريونت يفعلون بك ما يريدون.
شرزمة نكراء، تم تجنيدهم أو تهديدهم بفضائحم ليصبحوا عبيداً لهؤلاء الذين يظنون أنهم يملكون الحياة.....
قطع سيل أفكاره جذبات صغيره وهو يشير إلى أصناف حلاوة المولد المعروضة فى الشوادر والمحال، يضع يده فى جيبه ليخرج بضع جنيهات من المفترض أن يشترى بهم شئ للغداء، نظرة الإستعطاف فى عين صغيره وإلحاحه جلعه يجر قدمه جراً جهة أحد المحال، نظر إلى الأسعار ثم نظر إلى المال الذى فى قبضة يده، إختار أرخص الأشياء وأشترى منها قطعة واحدة، وأعطاه لصغيره واعداً إياه بواحدة أخرى عند رجوعهم غداً من المدرسة.

وعد صغيره وهو يبحث فى عقله عن خطة يتجنب بها المرور أمام المحال التى تعرض الحلوى إحتفالاً بمولد خير الأنام، ولكن الشوادر والمحال تملأ الدنيا زينة وبهجة لتلفت نظرك إلى المعروضات، سار بصغيره الذى تنعكس السعادة على وجهه وهو ينظر لقطعة الحلوى التى بيده وخاطرةٌ تجول بباله، كيف يصبح هناك إحتفال يجعل الأطفال تعساء، كيف أصبحت حلوى المولد هى سبب تعاسة الأبرياء.

السبت، 24 مايو 2014

الرجل والمرأة - البداية

لكل شئ إذا ما تم نقصان        ...            فلا يُغر بطيب العيش إنسان

البداية كانت مع خلق آدم، خلقه الله على أكمل وأفضل صوره، خلقه وكرمه بزينة العقل، خلق الله آدم بصورة لم تستغربها الملائكة ولم يسألوا عنها بل سألوا عن حكمة الخلق، وعندما عرضه الله على الملائكة عرض علمه ولم يعرض شكله، والعلم هنا هو محور الكلام.
لذلك يجب أن تعلم بدايةَ أن آدم عليه السلام قد خلق كاملاَ، ثم انتُقص هذا الكمال، أو بالأحرى انتزع وذهب لغيره ليظل هو الجزء الذى يبحثُ عن الكل، خرج الكل وبقى الجزء، عندما خرجت منه حواء.
وبقى الرجل كالثمرة يحمل بداخلة بذور الحياة ولا يستطيع زراعتها.

وأصبحت المرأة هى الأرض الطيبة التى تستطيع أن تنبت الشجرة، هى الحضن والمأوى، هى الجذع الراسخ فى الأرض، هى الرأس الشامخ فى السماء، هى الأذرع التى تحمل الثمار التى بداخلها بذور الأشجار، أى أنها هى من تصنع الرجال.
ويعود الرجل مع بذرته ليبحث عمن يُكمله، عمن يستطيع إحتضانه ليُنبته، فهو ناقص بدونها يحمل كل الدنيا ولكن لا يملك مفاتيح أبوابها؛ وأبواب الدنيا لا تفتحها سوى المرأة.
خلق الله الرجل كاملاً ثم تركه جزء، ونزع كُليَتهُ ليضعها فى حواء، تركه حامى البذور كالخزينة التى تحمى النفائس، وجعل المرأة هى الحضن والبيت والمأوى.

لذلك فإذا كنت متأكداً أن المرأة ناقصة عقل ودين فأنا أحب أن اُأَكد لك أن الرجل ناقص حياة، لأن بدون المرأة لا توجد حياة.

الأحد، 18 مايو 2014

ثائرٌ أنا

نشأتُ فى بلدى وعشِقتُها عشقى لذاتى، شربتُ من نيلها وأصبح هواها جزءاً من فؤادى، أحببت تُربتَها التى رُويّت بدماء آَبائى وأجدادى.
وكبرت لأُفَاجأْ أنى غريبٌ بأوطانى،أنى ذليلٌ وسط أهلى وأصحابى،أن حقى يأخذه غيرى رُغم أنفى ولا يبالى.أن قومى باعوا وطنى بِأبْخس الأثمانِ.
فتكلمت وناديت وحاولت أن أغير فوجدت أن الكل يعانى، وظُلمتُ وتعذبتُ وأُهنتُ وبَعُدَ عنى خِلانى. خافوا أن يصيبَهم مثل ما أصابنى فجعلوا جَانِبَ الجُدرِ ملاذاً وعُنوانِ.
فصبرت وتحملت أكاذيب وإستهاناتٍ كصنوانِ، حتى بلغت الحلقوم روحى ولم يبقى سوى أن تخرج فأموت كأحقرِ جُرذٍ أو كأضل حيوانِ.

فثرتُ


ثُرتُ بحثاً عن ذاتي، عن كينونة النفس عن معتقداتي، عن روحي التي ابحث عن راحتها بالصلوات، عن رفيقة الدرب التي لم تتأثر بتوسلاتي، عن أمي التي ابغي لها الرفعة في حياتي ومماتى، عن عزةٍ أرجوها لإخواني واولادي، عن معنى الوطن الذى أبغى رفعته ولو كان ثمن رفعته وفاتى، عن كل الحلول التى لم أصل إليها فى تأملاتى، عن كل المعانى التى لم يستشعرها للحظة فؤادى.
ثرت على واقع كان أسوأ من كل الإحتمالاتِ.
ثرت على كذبٍ على ظلمٍ على ذلِ النفوس على الإعتقالاتِ.على إحتقار العقول على تسفيه الأمور على إنتشار الرِشوةِ على عدم إستغلال الإمكاناتِ.

ثرت على بُخس ثمنى بسبب اللصوص والخونة والسوقة والأنذال والأوغادِ.


ثرت ولن يرد ثورتى سوى أن أقضى على الفسادِ أو أبقى ثائراً طوال حياتى.